أُشيع مؤخرا أن الحشيش له فوائد طبية في علاج الكورونا،
بناء على تقرير نشرته مجلة المنتجات الطبيعية the Journal of Natural Products، بعنوان:
”Cannabinoids Block Cellular Entry of SARS-CoV-2 and the Emerging Variants”
والكلام ده طبعا ليس له أي دليل علمي،
بل ولم يتم اعتماده من قبل أي جهة رسمية مثل منظمة الصحة العالمية أو الـ FDA
وإنما اللي روّج له هو الشركات المصنعة لهذه المنتجات..
إن مادة مخدرة زي الأفيون أو حتى الحشيش،
يكون لها فوائد طبية،
فده أمر معروف ومشهور، خصوصا في حالة الأفيون،
واللي بيتصنع منه المورفين وبيدخل في صناعة معظم مسكنات الآلام الأفيونية وأدوية التخدير..
وكما أن هناك بعض المواد المخدرة اللي لها استخدامات طبية،
فهناك بعض المخدرات الحالية،
تم استخدامها في باديء الأمر كأدوية،
ولما تسببت في حدوث إدمان لدى كثير من الناس،
تم منع استخدامها وإدراجها في جداول المخدرات..
دي لمحة بسيطة عن كتير من المخدرات،
اتكلمنا عن عدد من الأمثلة في مقالات سابقة..
زي مثال الكيتامين والميثامفيتامين في مقال الشبو.
وزي الأفيونات في مقال فضيحة شركة بوردو أو إمبراطورية الألم.
حتى الهروين؛ فلقد طورته شركة باير الألمانية في البداية كعلاج قوي للسعال،
وتم تسويقه في الأساس كبديل آمن للمورفين،
الشركة ساعتها قالت أن الهروين لا يسبب الإدمان، وهو ما ثبت عدم صحته بعد كده،
ولغاية الخمسينيات كان الهروين يستخدم كمسكن للآلام في بريطانيا!
أما عن الحشيش..
فخلينا نتكلم عنه بشوية تفصيل..
فنبات “القنب” هو النبات اللي بيستخرج منه الحشيش،
لو اتاخد منه الأطراف المزهرة؛ فده هو المارايجوانا أو البانجو،
ولو اتاخدت منه المادة الزيتية “الراتنج” المضغوط؛ فده هو الحشيش.
الآن يوجد منتجات أخرى من الحشيش، زي زيت الحشيش،
وأشكال أخرى حديثة زي الشموع والكعك والشيكولاتة..
“شبائه القنب” هي مواد موجودة في نبات القنب،
عدد هذه المواد تقريبا ١٠٤ مادة،
اهم مادتين واللي اجريت عليهم دراسات كثيرة:
مادة تتراهيدروكانابينول أو THC
ودي المادة اللي لها التأثير النفسي المعروف اللي بيعمله الحشيش،
حيث تسبب الشعور بالبهجة والاسترخاء وتؤثر على الإحساس،
وتأثيرات أخرى،
بمعنى أنها المادة المسؤولة عن تأثير الحشيش أو اللي بتعمل الدماغ أو الـ high
المادة الأخرى هي الكانبيدول أو CBD
لها آثار نفسية قليلة -مش بتعمل دماغ-
وهي اللي عليها الضجة بخصوص الاستخدامات الطبية للحشيش (النبات)..
شبائه القنب الصناعية
هي مواد صناعية “تنتج في المعامل والمختبرات”
وتشبه مادة تتراهيدروكانابينول أو THC
أو حتى المواد الأخرى الموجودة في القنب،
أشهر شبائه القنب اللي تم اعتمادها كأدوية في علاج بعض الامراض،
في بعض الدول زي أمريكا:
١- الدرونابينول
المادة الفعالة اللي فيه هي تتراهيدروكانابينول أو THC
واسمه التجاري مارينول أو Marinol
وهو عبارة عن كبسولات تؤخذ بالفم
ويستخدم لعلاج الغثيان والقيء،
الذي ينتج عن العلاجات الكيمياوية والعلاج بالإشعاع لمرضى السرطان.
٢- نابيلون:
مادة صناعية أيضا تُشبه تتراهيدروكانابينول أو THC
اسمه التجاري سيساميت أو Cesamet
وهو كبسولات تؤخذ بالفم
وتستخدم لعلاج الغثيان والقيء أيضا ومحفز للشهية لمرضى الإيدز أو المصابين بفيروس نقص المناعة HIV
٣- الكانبيدول:
مستخلص طبيعي من نبات القنب
وهو مادة CBD
اسمه التجاري إبيديوليكس Epidiolex
وهو زيت يؤخذ بالفم،
ويستخدم لعلاج بعض أنواع الصرع لدى الاطفال
من عمر سنتين فما فوق.
٤- نابيكسمولات
مادة صناعية يحتوي على جرعتين متساويتين من تتراهيدروكانابينول THC
والكانبيدول CBD
اسمه التجاري ساتيفكس Sativex
وهو عبارة عن رذاذ للغشاء المخاطي للفم،
ويستخدم لعلاج التشنج العضلي والآلام
لمرضى التصلب المتعدد (مرض عصبي MS)..
تمت تجربته على بعض المرضى مع مقارنتهم بدواء وهمي placebo
ماذا كانت النتيجة؟
فعالية دواء نابيكسمولات،
مقارنة بالدواء الوهمي،
كانت هامشية؛
بمعنى أن نسبة اللي قالوا أن الدواء خفف الآلام كانت ٢١٪،
وكانت نسبة اللي أخدوا الدواء الوهمي placebo حوالي ١٧٪
ولَم يتم مقارنة دواء شبائه القنب بمسكنات اخرى،
خصوصا المسكنات الاستيرويدية المضادة للالتهابات،
ذات التأثير القوي،
بمعنى لو تم مقارنة هذا الدواء بالمسكنات الاسترويدية،
في الغالب هتكون نتيجته ضعيفة جدا مقارنة بها،
لأن تاثيره كان هامشي مقارنة بدواء وهمي!
رابط الدراسة ١:
بالنسبة للاستخدام الآخر للدواء في علاج نوبات نوع معين من الصرع (نادر الحدوث)؛
فالدواء أدى لخفض عدد النوبات أكثر من الدواء الوهمي placebo،
لكن ما يزال مطلوب عدد دراسات أكبر،
لتحديد الجرعة المناسبة مع تجنب الآثار الضارة،
كما لم يثبت بعد فاعلية الدواء على أنواع الصرع الأخرى لدى الأطفال والكبار.
رابط الدراسة ٢:
ملاحظات على ما سبق:
-لا يوجد استخدام طبي للحشيش في صورته الخام (النبات).
-لا يوجد استخدام طبي عن طريق تدخين الحشيش.
-باستثناء الكانبيدول والذي يُستخدم لدى الأطفال اللي بيعانوا من نوع معين من الصرع، والنتيجة غير رسمية كما ذكرنا.
الكانبيدول هو مستخلص طبيعي من الحشيش،
لكنه ليس هو المادة اللي بتعمل التأثير النفسي أو الترويحي للحشيش،
أما باقي الأنواع فهي منتجات صناعية وليست طبيعية من الحشيش.
*لمزيد من التفاصيل، يرجى الاطلاع على تقرير الهيئة الدولية للرقابة على المخدرات INCB، وهي هيئة دولية محايدة، رابط الدراسة: https://bit.ly/3rKkwHJ
حسب الدراسات الحديثة..
فأضرار الحشيش على المدى القصير:
١- تشوش في الوعي والإدراك المعرفي والحسي والسلوك الوجداني.
٢- حدوث نوبات هلع وهلوسة وقيء (يحدث في أول التعاطي مع بعض الناس).
٣- ضعف القدرة على قيادة السيارات أو المركبات بصفة عامة، وزيادة مخاطر حوادث الطرق،
بنسبة تتراوح بين ١٣٠-٢٠٠٪
٤- احتمالية إصابة متعاطي الحشيش من الشباب بقصور في الشرايين التاجية
٥- اثار ضارة على الجنين عند الحوامل
الأثار النفسية طويلة الأمد:
١- الإدمان:
١ من بين كل ١٠ لدى الذين لم يسبق لهم استخدام الحشيش.
١ من بين كل ٦ يصبح مدمنا على الحشيش، إذا تعاطي الحشيش في سن المراهقة.
و ١ من بين كل ٣ يصبح مدمنا على الحشيش، لو تعاطى الحشيش بشكل يومي.
٢- عند تعاطي الحشيش في مرحلة المراهقة تزيد احتمالية حدوث أعراض ذهانية أو الإصابة بالفصام عند الشباب.
٣- عند استخدام الحشيش بشكل يومي في سن المراهقة أو الشباب:
– تزيد احتمالية ترك الدراسة في مراحل مبكرة.
– تزيد احتمالية حدوث أعراض الاكتئاب.
– تزيد الهواجس والسلوكيات الانتحارية.
– يحدث ضعف في الإدراك المعرفي.
– تزيد احتمالية تعاطي المخدرات الأخرى؛ زي الهروين والآيس.
المخاطر الفسيولوجية لتعاطي الحشيش لفترات طويلة:
١- الإصابة بالالتهاب الشعبي الحاد والمزمن وتلف الخلايا المبطنة للشعب الهوائية.
٢- الإصابة بالذبحة القلبية والجلطات الدماغية في سن الشباب.
٣- ازدياد مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض الجهاز التنفسي، خصوصا مع تعاطي الحشيش مع التبغ أو السجائر.
(المصدر: The health and social effects of Nonmedical cannabis use – 2016).