هناك معلومة خطأ شائعة.. وهي أن الضرر اللي بيحصل هذه الأيام من الحشيش أو الماريجوانا هو بسبب الحشيش المغشوش.. وليس من الحشيش نفسه!
المعلومة دي سمعتها آلاف المرات -بدون مبالغة- من المتعاطين ومن الناس وحتى المثقفين وبعض المتخصصين!
الحقيقة -والمؤكدة علميا- هي أن الضرر يحدث من الحشيش نفسه وفِي صورته النقية،
وتحديدا بسبب مادة THC،
وهي المادة الفعالة في الحشيش،
وهي اللي بتعمل الدماغ أو الـ high،
بل هي اللي بتسبب معظم الأضرار اللي بتحصل من الحشيش.
وللتأكيد.. فإن أشهر أنواع الحشيش -واللي زادت بسببه أضرار الحشيش عن السابق- هو الحشيش عالي الفاعلية، أو الـ high potency
وده معناه باختصار أن نسبة المادة الفعالة فيه، الـ THC، أكثر من ١٠٪
بمعنى أن نسبة الـ THC زادت ٣-٤ أضعاف عن الحشيش اللي كان موجود من حوالي ١٠-١٥ سنة،
واللي كانت نسبتها قبل كده ٣٪ تقريبا!
وده معناه أنه كلما زادت نسبة المادة الفعالة في الحشيش،
كلما زاد الضرر..
وأوضح مثال على كده كثرة الحالات اللي بيحدث لها أعراض ذهانية بسبب شرب الحشيش..
لدرجة أن في بعض الدول المنتشر فيها الحشيش من النوع عالي الفعالية،
بيحدث حالات Overdose (زي الهروين كده)..
أو بيحصل بسببه تسمم intoxication
وبيروح المدمن بسببه لقسم السموم.
بالتأكيد أن فيه أضرار كبيرة تحدث بسبب المواد المُضافة للحشيش،
خصوصا لو أضيف للحشيش مواد ضارة زي الكيتامين..
وهي مادة مخدرة تسبب الهلوسة،
وموجودة في أغلب المواد المخدرة!
للتذكير.. دي أهم الأضرار اللي بتحصل من الحشيش، في صورته النقية:
١- واحد من بين كل ١٠ أشخاص يتعاطون الحشيش يصبح مدمنا عليه،
وإذا بدأ تعاطي الحشيش قبل سن الـ ١٨ سنة،
فسوف يرتفع معدل الإدمان إلى ١من بين كل ٦ أشخاص (مراهقين).
٢- فيما يتعلق بالدماغ والوظائف العقلية المهمة:
يمكن أن يقل معدل الذكاء بنسبة تصل إلى ٨ نقاط،
عندما يبدأ المراهق في تعاطي الحشيش مبكرا؛
وللأسف من الممكن ألا يعود معدل الذكاء لطبيعته حتى بعد التوقف عن التعاطي!
٣- فيما يتعلق بالصحة النفسية:
تربط الدراسات بين استخدام الحشيش وتزايد معدل الإصابة بالاكتئاب والقلق ومحاولات الانتحار والنوبات الذهانية،
ويزيد معدل الإصابة بنوبات ذهانية حادة First psychotic episode بسبب الحشيش عالي الفعالية بمعدل حوالي ٣-٤ أضعاف.
٤- فيما يتعلق بالأداء الرياضي:
تظهر الأبحاث أن الحشيش يؤثر على وقت اتخاذ القرار والحركة وتناسق الحركة وهو ما قد يضر بالأداء الرياضي.
٥- فيما يتعلق بقيادة السيارات والمركبات:
يتعرض الأشخاص الذين يقودون سياراتهم تحت تأثير الحشيش لتأثيرات خطيرة،
نتيجة ردود أفعالهم البطيئة،
وضعف تناسق الحركة،
وصعوبة في الاستجابة للإشارات والأصوات على الطريق،
مما يزيد من مخاطر تعرضهم للحوادث،
وَمِمَّا يؤثر على سلامة الطريق وعلى الآخرين!
٦- فيما يتعلق بالحمل والرضاعة:
لو تعاطت الحشيش امرأة حامل،
فقد يتسبب استخدامه أثناء الحمل في ضعف نمو الجنين والولادة المبكرة وولادة جنين ميت..
ومشاكل في نمو الدماغ عند الجنين تؤدي إلى فرط النشاط وضعف الوظائف الإدراكية،
ومن الممكن أن ينتقل الـ THC ومواد كيميائية أخرى في الحشيش من الأم إلى طفلها عن طريق حليب الثدي، مما يؤثر بشكل كبير على النمو الصحي للطفل.
٧- فيما يتعلق بنشاط الحياة اليومية:
يؤثر استخدام الحشيش على أداء الأشخاص في حياتهم اليومية،
وتوضح الأبحاث أن الأشخاص الذين يتعاطون الحشيش هم الأكثر عرضة لمشاكل في علاقاتهم مع الآخرين (الأسرة، الأصدقاء، زملاء العمل…)،
وضعف في التحصيل الدراسي والعلمي،
وانخفاض الأدء الوظيفي،
وانخفاض الرضا عن الحياة.
أخيرًا..
زادت هذه التحديات مع اتجاه بعض الدول لتخفيف القيود المفروضة على الحشيش ومشتقات القنب ومحاولة تقنينه وإضفاء الشرعية على استخدامه،
وتنافس الشركات المنتجة في إصدار منتجات جذابة،
وأصبح لا يقتصر الأمر على مجرد تدخينه في السجائر أو الشيشة أو حتى سحب الأبخرة الناتجة عن حرقه،
بل يمكن أيضًا خلط الحشيش بالطعام والمواد الغذائية،
زي الكعك والبسكويت والحلوى، أو تخميرها كـ شاي..
فيدخن الناس ويأكلون أصنافا مختلفة من مستخلصات الحشيش،
زي المنتجات الحديثة المعروفة بالـ edibles
زي الشيكولاتة مثلا،
والتي تحتوي على كمية كبيرة من الـ THC تصل إلى ٧٠٪
وبيحصل منها أوفر دوز زي الهيروين!