نقرأ بشكل معتاد فى المواقع خبرًا عن “شاب يقتل زوجته خنقا بسبب إدمانه المخدرات، وآخر تخلص من أمه أو جدته بمساعدة صديقه المدمن، وربة منزل تقتل زوجها وتحرق جثته بسبب إدمانه للمخدرات، وسائق يغتصب طفلته التي لم تتعدى بعد الثلاث سنوات تحت تأثير المخدر…”
كل هذه العناوين وغيرها يكشف حجم الكارثة التى يتسبب فيها إدمان المخدرات.
علاقة المخدرات والجرائم:
يؤكد الدكتور عبد الرحمن حماد، مدير مركز إنسايت للصحة النفسية وعلاج الإدمان، والمدير السابق لوحدة الإدمان بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية، أن هناك علاقة وارتباط وثيق جدا بين المخدرات والجرائم يجعلهما وجهان لعملة واحدة، خاصة الجرائم التى تحدث داخل الأسرة الواحدة، وهو ما أكدته دراسة لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان فى مصر عن علاقة المخدرات بالجرائم.
وأشار الدكتور عبد الرحمن حماد، إلى دراسة أجريت على نزلاء المؤسسة العقابية بالمرج، أكدت نتائجها الارتباط الوثيق بين تعاطى مخدر الحشيش وجرائم بعينها؛ حيث تشير النتائج إلى أن 86% من مرتكبى جرائم الاغتصاب كانوا يتعاطون مخدر الحشيش، وأن 58% من مرتكبى جرائم هتك العرض كانوا يتعاطون مخدر الحشيش، و23.7% من مرتكبى جرائم القتل العمد كانوا يتعاطون مخدر الحشيش، و24.3% من مرتكبى جرائم السرقة بالإكراه كانوا يتعاطون مخدر الحشيش.
كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن 56.7% من مرتكبى الجرائم كانوا يتعاطون المخدرات قبل ارتكابهم للجريمة بساعات. كما تشير الإحصاءات الرسمية أن 87% من الجرائم غير المبررة يأتى تعاطي المواد المخدرة كمحرك أساسي لها.

احصائيات المخدرات والجريمة
يؤكد الدكتور عبد الرحمن حماد على أن هذه الكارثة ليست واقعة فى مصر فقط ولكن فى كل دول العالم؛ فجرائم المخدرات في عام 2002 كانت تمثل على سبيل المثال حوالي 55 % من جميع النزلاء في السجون الفيدرالية بالولايات المتحدة الأمريكية، وتشير الدراسة التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2007 إلي أن العقاقير المخدرة لها علاقة بالعديد من الجرائم؛ فكانت العامل الرئيسي الذي ترتب عليه وقوع حوالي 35% من جرائم الانتحار، و62% من جرائم الاعتداءات، و69% حوادث الغرق، و58% من جرائم القتل الخطأ، و50% من حوادث السيارات، و52% من جرائم الاغتصاب، و 38% من جرائم العنف ضد الأطفال، و49% من جرائم القتل، و50% من جرائم العنف بين الأزواج.
ولذلك فمن الضروري معاملة مدمن المخدرات كمريض والمبادرة بسرعة علاجه داخل المراكز المتخصصة، وأن يكون للأسرة عامل قوى فى تشجيعه وتحفيزه على العلاج لإنقاذه من هذا الخطر الذى من الممكن أن يعرضه للسجن أو الإعدام.

المخدرات والجريمة