
ادمان الالعاب الالكترونية
ظاهرة مجتمعية جديدة بدأت في الظهور..
الكثير من الأهل والكثير من المدارس بدأوا يلاحظون ظهور تغير في سلوك المراهقين.
الأولاد لا يهتمون بالدراسة أو الرياضة أو العلاقات الأسرية أو حتى الصداقات مع أقرانهم.. يهتمون فقط بالألعاب في أجهزتهم الذكية وحواسبهم.
يمضون الأربع وعشرون ساعة مسمرين على أجهزتهم، محملقين ووجوههم خالية من التعابير.
أصبحت أغلب علاقاتهم الاجتماعية افتراضية في العالم الرقمي.
وقد بدأ هذا بالانتشار في أوساط البنات أيضاً.
ويتزامن أيضاً مع انتشار إدمان السوشيال ميديا وثقافة “السيلفي في كل لحظة في يومي”.
حيث أصبح الشباب يستعرضون حياتهم بشكل غير صحي وضار بصحتهم النفسية، بدلاً من أن يعيشوها.
مشكلة إدمان ألعاب الفيديو أصعب لأنها تندرج تحت بند إدمان القمار.
حيث يقوم الشباب باستخدام الكروت الإئتمانية لشراء مزايا في الألعاب أو شراء نقاط من أجل استكمال اللعب.
وهذا يجعل من صناعة الألعاب اقتصاداً قوياً، تضخ آلاف المليارات من الدولارات سنوياً!
وتستعمل شركات الألعاب حيل وأساليب نفسية كثيرة من أجل جعل اللاعبين تحت سيطرة الألعاب لأطول فترة ممكنة.
ألعاب مثل PUBG و Fortnite وغيرهما الكثير، أصبح لديهم جيوش من الشباب حول العالم مسخرين للَّعب عليهم طوال اليوم، بشكل يؤثر على دراستهم، عملهم، علاقاتهم وبيوتهم.
هناك تقارير كثيرة نشاهدها يومياً عن الأولاد المتفوقين -سابقاً- في مدارسهم، الذين يسقطون فريسة لهذا الإدمان الجديد.
فيهملون دراستهم، ويتغيبون عن مدارسهم، وينفقون كل نقودهم في السايبرات، ويسرقون من البيت أو يحتالون على الأصدقاء، ويتركون المنزل بالأيام من أجل اللعب في صالات الفيديو وقد يقيموا في الشارع لذات الغرض.
تلك السلوكيات تنبع من تأثير هذه الألعاب على المخ وعلى اللذة التي تأتي للأولاد من اللعب.. وهي تشبه كثيراً لذة وتأثير المخدرات!
المخ يصبح يبحث عن هذه اللذة بأي شكل وبأي ثمن.
وبما أن هذه الظاهرة منتشرة في اليابان، فهناك الكثير من الحالات التي تنتهي بالموت من التعب (فبعض الناس قد يستمرون في اللعب ٣ أيام متواصلة بدون نوم!) بل وبعض حالات الانتحار.
لحسن الحظ.. بدأ الطب النفسي في تقديم خدمات لعلاج هذه المشاكل، خاصة الطب النفسي للمراهقين وإدمان المراهقين.
ومن أهم الأماكن التي تقدم خدمة علاج ادمان الالعاب، هو مركز انسايت للصحة النفسية وعلاج الادمان، والذي يقدم خدمة مبنية على أساس علمي متخصص.
فمن الملاحظ علمياً أن في أغلب الأحيان، تحت غطاء الإدمان، توجد مشاكل نفسية يعاني منها المراهقين، لو تم تناولها بصورة صحيحة يصبح علاج الادمان أسهل وأقرب.
د. فادي صفوت
طبيب نفسي